مقال عن مقابر الجريف الجديدة: على النيل.. من مزرعة إلى مقبرة
صفحة 1 من اصل 1
مقال عن مقابر الجريف الجديدة: على النيل.. من مزرعة إلى مقبرة
حولت منظمة حسن الخاتمة مزرعة على ضفاف النيل الأزرق بمنطقة الجريف غرب (الشيطة) إلى مقبرة، والمزرعة التي تقع على مساحة 11.5 فدان من الأرض المنبسطة لا يحول بينها وبين النيل الأزرق حائل وتروى منه مباشرة (مضرب بحر) وعلى رأي خبراء الري فالنيل الأزرق من أكثر الأنهار إطماء على مستوى السودان والعالم فكل المزارع التي تقع على ضفافه من أجود الأراضي الزراعية وأعلاها إنتاجا.
المزرعة مقبرة
منظمة حسن الخاتمة التي تهتم بالإنسان في ما بعد الحياة نشطت جدا في تحويل المزرعة التي تقع على النيل إلى مقبرة وركبت أعمدة الإنارة من بوابة المقبرة التي تطل على (آخر محطة) بالجريف الشيطة حتى النيل وسورتها بالكامل وجهزتها بمظلة ضخمة وشبكة مياه، لتبدو مختلفة عما حولها نظرا للتردي البيئي الكبير بالمنطقة والفقر الشديد لمن حول المقبرة الجديدة, حيث أغلب السكان يسكنون في خيام ورواكيب عشوائية بلا ماء وبلا كهرباء.
البيوت والمقابر
قالت إخلاص وهي سيدة تسكن بالمنطقة لـ(الأخبار) عن المفارقة بين البيوت والمقابر (ما بنقدر نتكلم لكن بيوتنا مضلمة والمقابر منورة).
أكد المشرف على تحويل المزرعة إلى مقبرة عبيد الجيلي لـ(الأخبار) أنهم تحصلوا على تصاديق رسمية من وزارة التخطيط العمراني بولاية الخرطوم ووزارة الزراعة بالولاية تعلم بتحويل غرض الأرض من زراعية إلى مقبرة, مشيرا إلى تعاون وزير التخطيط العمراني المهندس عبد الوهاب عثمان ومساعدته لهم في تحويل غرض الأرض من زراعية إلى مقبرة.
تبرعات الخيرين
وذكر عبيد أن المشروع تزيد تكلفته عن مائتي ألف جنيه ومعظمها دفعت من تبرعات المحسنين والخيرين, أما صاحب المزرعة فعوضته وزارة التخطيط العمراني عن مزرعته بأراضٍ سكنية بمربع (90) بالجريف غرب
وأشار عبيد إلى أنهم بصدد تركيب لافتة مضيئة على بوابة المقبرة التي ستفتتح في الشهر القادم, مؤكدا أنها ستحتل المرتبة الأولى بين مقابر الخرطوم من حيث الخدمات.
الزراعة لا تعلم
أما وزارة الزراعة ولاية الخرطوم فلا علم لها بما يحدث, ففي زيارة لـ(الأخبار) للمدير العام لوزارة الزراعة ولاية الخرطوم الدكتور تاج الدين عثمان سعيد نفى علمه بما يحدث خاصة وهو رئيس لجنة تخصيص الأراضي الزراعية، ولم يكتف بالنفي بل قام بإجراء اتصالات مكثفة بعدد من مديري الإدارات ذات الصلة بالموضوع ولكن لم يجد إجابة كافية, وطلب أن تجري الوزارة زيارة ميدانية للوقوف على المزرعة والتحقق من تحويلها إلى مقبرة وستتابع (الأخبار) ما ستتوصل إلية الوزارة.
إنتاج الفدان
ذكر الخبير الزراعي الدكتور محمود إسماعيل لـ(الأخبار) أن إنتاج الفدان الزراعي على النيل يزيد عن الفدان بعيدا عن النيل بإنتاجية خمسة أضعاف فضلا عن تميزه بسهولة الري والاستثمار, مشيرا إلى أن التربة تتجدد باستمرار للإطماء الشديد الذي يمتاز به النيل الأزرق وقال (أنا متأكد أن الـ11 فدانا إذا تمت زراعتها بطريقة صحيحة يمكن أن تكفي منطقة الجريف حاجتها اليومية من الخضروات وتزيد).
وأشار إلى أن مبلغ الـ200 ألف جنيه الذي صرف على المقبرة لو تم صرفه على المزرعة لحصلنا على مزرعة نموذجية بدلا عن مقبرة نموذجية.
قفل المقابر القديمة
ذكر المشرف على المقبرة بمنطقة الجريف عبيد الجيلي أن المقبرة ستفتتح في الشهر القادم بعد أن ينتهي العمل في الحديقة وتركيب اللافتة المضيئة، وبعدها سيعلن قفل المقابر القديمة التي تحتل مزرعة مجاورة.
ويرى عدد من الخبراء أن دخل الفدان على النيل يزيد علن 30 ألف جنيه في العام علي أقل تقدير لو زرع بطريقة علمية أي أن دخل الفدادين الـ11 (330) ألف جنيه في السنة.
وقال الخبير الزراعي الدكتور محمود إسماعيل متحديا: امنحوني هذه الأرض ومبلغ الـ200 ألف كتمويل وسأوفر لحسن الخاتمة المبلغ سنويا.
مقابر قريبة
وعن اختيار قطعة في موقع غرب طريق مدني في المنطقة التي تقع بين طريق مدني والسكة الحديد وهي أرض حكومية بعيدة عن الخدمات السكنية والزراعية نسبيا, قال عبيد (المسافة بعيدة على سكان الجريف ونريد مقابر قريبة منا حتى لا يتعب الناس في دفن موتاهم) والمنطقة التي اخترناها عن طريق المثال تبعد عن الجريف ثلاثة كيلومترات فقط.
الأرض المنتجة
وكان رأي عدد من المواطنين استطلعتهم (الأخبار) أن تحويل المزرعة إلى مقبرة أمر لا يخلو من استفزاز لهم. المواطن محمد عمر قال: (أرض يمكن أن تنتج تحول لمقبرة هذا استفزاز وتصرف عليها كل هذه الأموال وأولادنا حولتهم العطالة إلى مدمني مخدرات ولو كان هناك محسنون حقيقيون فيجب أن يفكروا في كيف يعيش الناس لا في كيف يموتون).
أما الشاب مرتضى يس فقد وجه حديثه لوزير المالية الدكتور عوض الجاز فقال: (أقول لوزير المالية الذي قال في تصريحاته إن زمان الاعتماد على البترول قد ولى إن تحويل هذه الأرض المنتجة إلى مقبرة يرسل رسالة واضحة بأن هذا السودان سيجوع في ظل غياب التنسيق والتخطيط السليم).
غرس الأشجار
أما حسن الذي قال إنه يعمل سباكا وجدناه يزرع أشجارا على طول المقبرة الجديدة وأكد أنه يقوم بهذا العمل مجانا وتطوعا. وعن رأيه في تحويل المزرعة إلى مقبرة قال: كثير من الناس معترضين على تحويلها لمقبرة ولكن نحن ناس الجريف أين ندفن موتانا والمقبرة القديمة لم تعد فيها مساحة, واعترض أيضا على أن تكون المقبرة بعيدة عن هذا المكان, وقال: القرب مهم خاصة جوار المقبرة القديمة.
حزام الفقر
الفقر حول المقبرة الجديدة لا تخطئه عين.. عشوائيات وبيئة متردية وبؤس في كل مكان، عدد من الشباب يجلسون متحلقين حول (ستات الشاي) وآخرون يجلسون على الركشات في انتظار الزبائن، المقبرة الجديدة بسورها الجديد والجملون الحديدي وأعمدة الإنارة تبدو مخالفة لما حولها.. قدسية الموت والأموات جعلت كثيرا ممن سألناهم رأيهم فيما نرى يكتفي بابتسامة ويهز رأسه في حيرة ولا ينطق بكلمة.
نقلاً عن صحيفة الأخبار السودانية
المزرعة مقبرة
منظمة حسن الخاتمة التي تهتم بالإنسان في ما بعد الحياة نشطت جدا في تحويل المزرعة التي تقع على النيل إلى مقبرة وركبت أعمدة الإنارة من بوابة المقبرة التي تطل على (آخر محطة) بالجريف الشيطة حتى النيل وسورتها بالكامل وجهزتها بمظلة ضخمة وشبكة مياه، لتبدو مختلفة عما حولها نظرا للتردي البيئي الكبير بالمنطقة والفقر الشديد لمن حول المقبرة الجديدة, حيث أغلب السكان يسكنون في خيام ورواكيب عشوائية بلا ماء وبلا كهرباء.
البيوت والمقابر
قالت إخلاص وهي سيدة تسكن بالمنطقة لـ(الأخبار) عن المفارقة بين البيوت والمقابر (ما بنقدر نتكلم لكن بيوتنا مضلمة والمقابر منورة).
أكد المشرف على تحويل المزرعة إلى مقبرة عبيد الجيلي لـ(الأخبار) أنهم تحصلوا على تصاديق رسمية من وزارة التخطيط العمراني بولاية الخرطوم ووزارة الزراعة بالولاية تعلم بتحويل غرض الأرض من زراعية إلى مقبرة, مشيرا إلى تعاون وزير التخطيط العمراني المهندس عبد الوهاب عثمان ومساعدته لهم في تحويل غرض الأرض من زراعية إلى مقبرة.
تبرعات الخيرين
وذكر عبيد أن المشروع تزيد تكلفته عن مائتي ألف جنيه ومعظمها دفعت من تبرعات المحسنين والخيرين, أما صاحب المزرعة فعوضته وزارة التخطيط العمراني عن مزرعته بأراضٍ سكنية بمربع (90) بالجريف غرب
وأشار عبيد إلى أنهم بصدد تركيب لافتة مضيئة على بوابة المقبرة التي ستفتتح في الشهر القادم, مؤكدا أنها ستحتل المرتبة الأولى بين مقابر الخرطوم من حيث الخدمات.
الزراعة لا تعلم
أما وزارة الزراعة ولاية الخرطوم فلا علم لها بما يحدث, ففي زيارة لـ(الأخبار) للمدير العام لوزارة الزراعة ولاية الخرطوم الدكتور تاج الدين عثمان سعيد نفى علمه بما يحدث خاصة وهو رئيس لجنة تخصيص الأراضي الزراعية، ولم يكتف بالنفي بل قام بإجراء اتصالات مكثفة بعدد من مديري الإدارات ذات الصلة بالموضوع ولكن لم يجد إجابة كافية, وطلب أن تجري الوزارة زيارة ميدانية للوقوف على المزرعة والتحقق من تحويلها إلى مقبرة وستتابع (الأخبار) ما ستتوصل إلية الوزارة.
إنتاج الفدان
ذكر الخبير الزراعي الدكتور محمود إسماعيل لـ(الأخبار) أن إنتاج الفدان الزراعي على النيل يزيد عن الفدان بعيدا عن النيل بإنتاجية خمسة أضعاف فضلا عن تميزه بسهولة الري والاستثمار, مشيرا إلى أن التربة تتجدد باستمرار للإطماء الشديد الذي يمتاز به النيل الأزرق وقال (أنا متأكد أن الـ11 فدانا إذا تمت زراعتها بطريقة صحيحة يمكن أن تكفي منطقة الجريف حاجتها اليومية من الخضروات وتزيد).
وأشار إلى أن مبلغ الـ200 ألف جنيه الذي صرف على المقبرة لو تم صرفه على المزرعة لحصلنا على مزرعة نموذجية بدلا عن مقبرة نموذجية.
قفل المقابر القديمة
ذكر المشرف على المقبرة بمنطقة الجريف عبيد الجيلي أن المقبرة ستفتتح في الشهر القادم بعد أن ينتهي العمل في الحديقة وتركيب اللافتة المضيئة، وبعدها سيعلن قفل المقابر القديمة التي تحتل مزرعة مجاورة.
ويرى عدد من الخبراء أن دخل الفدان على النيل يزيد علن 30 ألف جنيه في العام علي أقل تقدير لو زرع بطريقة علمية أي أن دخل الفدادين الـ11 (330) ألف جنيه في السنة.
وقال الخبير الزراعي الدكتور محمود إسماعيل متحديا: امنحوني هذه الأرض ومبلغ الـ200 ألف كتمويل وسأوفر لحسن الخاتمة المبلغ سنويا.
مقابر قريبة
وعن اختيار قطعة في موقع غرب طريق مدني في المنطقة التي تقع بين طريق مدني والسكة الحديد وهي أرض حكومية بعيدة عن الخدمات السكنية والزراعية نسبيا, قال عبيد (المسافة بعيدة على سكان الجريف ونريد مقابر قريبة منا حتى لا يتعب الناس في دفن موتاهم) والمنطقة التي اخترناها عن طريق المثال تبعد عن الجريف ثلاثة كيلومترات فقط.
الأرض المنتجة
وكان رأي عدد من المواطنين استطلعتهم (الأخبار) أن تحويل المزرعة إلى مقبرة أمر لا يخلو من استفزاز لهم. المواطن محمد عمر قال: (أرض يمكن أن تنتج تحول لمقبرة هذا استفزاز وتصرف عليها كل هذه الأموال وأولادنا حولتهم العطالة إلى مدمني مخدرات ولو كان هناك محسنون حقيقيون فيجب أن يفكروا في كيف يعيش الناس لا في كيف يموتون).
أما الشاب مرتضى يس فقد وجه حديثه لوزير المالية الدكتور عوض الجاز فقال: (أقول لوزير المالية الذي قال في تصريحاته إن زمان الاعتماد على البترول قد ولى إن تحويل هذه الأرض المنتجة إلى مقبرة يرسل رسالة واضحة بأن هذا السودان سيجوع في ظل غياب التنسيق والتخطيط السليم).
غرس الأشجار
أما حسن الذي قال إنه يعمل سباكا وجدناه يزرع أشجارا على طول المقبرة الجديدة وأكد أنه يقوم بهذا العمل مجانا وتطوعا. وعن رأيه في تحويل المزرعة إلى مقبرة قال: كثير من الناس معترضين على تحويلها لمقبرة ولكن نحن ناس الجريف أين ندفن موتانا والمقبرة القديمة لم تعد فيها مساحة, واعترض أيضا على أن تكون المقبرة بعيدة عن هذا المكان, وقال: القرب مهم خاصة جوار المقبرة القديمة.
حزام الفقر
الفقر حول المقبرة الجديدة لا تخطئه عين.. عشوائيات وبيئة متردية وبؤس في كل مكان، عدد من الشباب يجلسون متحلقين حول (ستات الشاي) وآخرون يجلسون على الركشات في انتظار الزبائن، المقبرة الجديدة بسورها الجديد والجملون الحديدي وأعمدة الإنارة تبدو مخالفة لما حولها.. قدسية الموت والأموات جعلت كثيرا ممن سألناهم رأيهم فيما نرى يكتفي بابتسامة ويهز رأسه في حيرة ولا ينطق بكلمة.
نقلاً عن صحيفة الأخبار السودانية
مواضيع مماثلة
» يا ناس الجريف عووووك ..الحقوا الجريف بتغرق
» شباب النيل
» الجريف وأهل الجريف غرب
» حمد الجريف
» في حب الجريف غرب
» شباب النيل
» الجريف وأهل الجريف غرب
» حمد الجريف
» في حب الجريف غرب
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى