حوار مع الشاعر الكبير الصادق الياس

اجراه: اسامة مختار
(الهزائم العاطفية) علمتني كتابة الشعر..!!

لا أتعمد إقحام الامثال في اغنياتي

هذا حوار اذاعي منقول على الورق، فقد اجراه الاذاعي المتمكن اسامة مختار، على متن بص مسافر.. والقصة هي انني طلبت من اسامة ان يحاور الصادق الياس الذي كان يجاوره في المقعد في البص القادم من مدينة دنقلا، حيث عادت بعثة فنية كبري بعد ان شاركت في تكريم الاعلامي علم الدين حامد.. في هذه الظروف الحياتية والوجدانية ولد هذا الحوار:

* كيف تفتقت عوالم الشعر في دواخلك؟
بدأت القصة مع (الشواكيش)، كانت هنالك كتابات باكرة لكنها لاترقي لمستوى النشر، واذكر انني كتبت في عام1963م قصيدة (من طرف الحبيب جات اغرب رسايل يحكي عتابو فيها وقال ناسنو قايل)..

* كيف وصلت هذه القصيدة للجابري؟

عندما انتهيت من كتابة هذه القصيدة قرأتها لبعض اصدقائي، فاعجبوا بها واثنوا عليها، وبالصدفة كنت امر ذات يوم بام درمان، بشارع الشنقيطي واذا بي التقي بالفنان احمد الجابري بعد التحية والاعجاب اوضحت له ان لي بدايات في كتابة الشعر فوصف لي منزله بحي العرب وطلب مني ان ازوره.

وبعد مدة حملت القصيدة وذهبت له، فتذكرني وقرأت له القصيدة، فلمست وجدانه وكان الجابري في ذلك فنانا له حضور في الاذاعة لكنه كان مغمورا وعندما انتهيت من قراءة القصيدة سألني: هل هناك فنان تغني لك؟ فاجبت بالنفي، فعبر عن اعجابه بالقصيدة وقال لي: سوف اجرب فيها موهبة التلحين حيث لم يسبق لي ان لحنت نصا لنفسي.. فذهبت وعاودت زيارته بعد فترة بسيطة فاخرج العود واسمعني اللحن وفاجأني بانه قرر ان يشارك بها في مسابقة للاغنيات الجديدة مع ابراهيم عوض، الفنان الذري، فتخوفت من هذه التجربة التي ينافس فيها الجابري ابراهيم عوض.

وفي يوم المسابقة، في العاشرة مساء ذهبت لنادي العمال بالخرطوم لحضور البرنامج، وكانت الحلقة تضم صالح سعد، وابراهيم عوض واحمد الجابري (رحمهم الله جميعا) وغني صالح سعد (في القطار انا قلبي طار) وغني الجابري (من طرف الحبيب) وختم ابراهيم عوض باغنية (ما تسمع كلام.. ما تصدق وشاية.. مهما يقولوا ليكا حكاية وراء حكاية.. ديل حساد وحاتك.. بس عاملين دعاية) وهي من كلمات الشاعر الرقيق ابراهيم الرشيد.

ودخلت اللجنة في نقاش وجدال وكانت تضم احمد الزبير، احمد العبيد وغيرهم. وبعد جدل جاء المذيع وقال ان اغنية ابراهيم عوض (وشاية) واغنية الجابري(رسالة) هي الاول مشترك وكانت بداية قوية.

* بعد هذه البداية القوية كيف استمرت المسيرة؟

مع احمد الجابري، جاءت اغنيات (الجريف واللوبيا) و(تأمل) و(هاتوا الياسمين هاتوه) و(حكاية ملام) وغيرها.

* بعد محطة الجابري الي اين اتجه الصادق الياس؟

تعاملت مع اكثر من21 فنانا، صلاح بن البادية، على ابراهيم، عبدالعزيز محمد داؤد، سيد خليفة، خوجلي عثمان،الامين عبدالغفار، عمر احساس، عثمان الاطرش، خلف الله حمد، محمود على الحاج، عبدالله محمد، زكي عبدالكريم وغيرهم وليجد لي (العذر) من نسيته في هذه العجالة.

* هل قدمت لونا آخر غير الاغنيات العاطفية؟

كتبت للاطفال العديد من الاغنيات ابرزها (انا طالبة شاطرة شطارة) و(ابوي جاء يارجال) و(ياطفلة عزيزة وطليتي) وفي مدح الرسول صلي الله وسلم كتبت (يا الداير العبادة آمن بالارادة، وكتر من دعاك والصلاة في ميعادة) كتبت لعصام محمد نور في شريطه الاخير( ارض الحجاز فيك مكة.. وفيك خير الرسول المن الاهو مزكي.. للحج خلاص انا ناوي) وكتبت (انت ليه يا لاهي ما قريب لله.. هسع حالك باهي وبكرة كيف بالله).

* الي ماذا ترجع كتابتك في هذه اللون من الشعر؟

انا من اسرة لاتعرف الغناء ابدا، وانا لا احب كتابة الغناء العاطفي العادي، فكل اغنياتي تعبر عن الشهامة والمثل والاخلاق السودانية والتسليم بقدر الله في كل شئ، انا من بيئة صوفية، لذلك لم يكن غريبا ان اكتب المديح.

* معظم اغنياتك صارت مضربا للمثل وتميزت بالبساطة والشعبية.. الي ماذا يعود ذلك؟

هذه المسألة تأتي لوحدها دون قصد، هنالك مفردات كامنة في الوجدان وعندما تلامس القصيدة اوتارا شجية موجودة في تركيبتي الثقافية والوجدانية اجدها تتراقص في النص،وذلك مثل النيل، النخيل، الخدار، الجرف، وهذا يعود لتأثير البيئة، وانا اعتبر اي شاعر لايكتب بلونية وبصمة معينة ضائع ولايصل للناس ويكون مجرد (ترزي ينجر ساكت)..!

* ماهي طقوس ميلاد القصيدة لديك؟

اسمي الشعر الديكتاتور لازمان له ولا مكان، واهم شئ فيه الحدث (الموضوع) واحيانا يتم تخزين الحدث في الذاكرة ليخرج في وقت ما، في الحافلة، في السوق، في اي مكان، تسمع كلمة تهبش الموضوع، وتصبح مدخلا للقصيدة، الشعر لا وقت له، ومن يقول حملت اوراقي وقلمي وذهبت لشاطئ النيل لاكتب قصيدة، هذا كاذب، واذا لم يدفعك الشعر و(يد فرك) لن يخرج صادقا.

* قصيدة تحبها اكثر من اخوانها؟

قصيدة (يا بسام انت ليه في سرور ونحن ليه في النار) كلما تغني تقيدني للايام الجميلة قبل30 سنة ولكنني لن احكي لك قصتها.

* ماهو جديد الصادق الياس؟

(ان شاء الله ياعمري اللي باقي

فيك احقق اشتياقي

وابقي زي زرعا مفرهد

والسحاب من فوقو ساقي)

اسلام الموضوع جميل جداً
والخال الصادق الياس قامة شعرية من قامات السودان
نتمنى ليه دوام الصحة والعافية

الخال الصاق الياس رقم لا يمكن ان تخطئه عين اثرى الساحة الغنائية باغنيات تظل فى وجدان الشعب السودانى منها الباقى باقى لابن البادية والثوب لعلى ابراهيم واغنية عثمان الاطرش بعد الليالى والتى فاز بها بمهرجان الثقافة والتى تربع من خلالها عرش الفنانين الشباب بما فيهم مصطفى سيد احمد .
أتمنى من خلال هزا المنتدى بالتوثيق الكامل لسيرة وحياة الصادق الفنية واعدكم بزلك أن شاء الله .
الصادق الياس محمد ابويوسف
جعفرى واكيد لقصائده خلفيات ستكون بالصورة والقلم معكم .
ورفيق دربه شاعر الجريف المرحوم الامين على عبدالقادر (الجريفابى).
وحتى الملتقى لكم كل ودى .
وتقبل مرورى .

اشيد بقوة بذلك الحوار الجميل وارجو ان تتواصل حقيبة الذكريات وأشد بيد أخي محمد الأمين وارجو ان يتم توثيق كل أشعاره لنسعد جميعا بذلك الفن الراقي الجميل وأقترح أن تكون أول قصيدة هي (الجريف واللوبيا)
اشكرك مرة اخرى أخي محمد الامين ونحن في انتظار سيل القصائد