رحلة في الذاكرة

ركبت القطار متجها ال كردفان (عروس الرمال) وبالتحديد مدينة الابيض ... تحرك القطار والاجواء جميلة جذابة... والغيوم تغطي السماء والخضرة تكسو الارض باللون الاخضر مع لون التربة الرملية الاصفر... والنسمات الباردة ورائحة الدعاش تملاء الكون بهجة ومسرة والاعشاب الجميلة... والجو الرائع انها لوحة ابدع فيها الخالق... تحرك القطار والوقت ينقضي سريعا كجريان القطار كلما يقف القطار انزل في واحدة من المدن كل مدينة تحفها الاشجار والابقار ترعى .. لقد اراد الله ان يكون الغرب تصويرا صادقا للطبيعة الالهية...وكلما اسرع القطار زاد الجو لطافة وحلاوة وفي بعض المحطات يأتي الناس مسرعين لملء جرارهم من (أزيار القطار ) وهم ينتظرون مجئ القطار بفارغ الصبر وفي اعلى الجبال الاشجار الخضراء.. والوديان والمنعطفات.. والمزارعون في كل موقع يخططون الارض في هندسة جميلة منتظمه .. وخطوط مستقيمة مبالغ فيها والنساء هي الغالبية العظمى.. والماشية ترعي في امان.. ان السودان حقيقة يتمتع بثروة حيوانية هائلة.
الجبال عالية مخضرة... لقد رأينا اجمل الحدائق في العاصمة مع العلم بان المهندسين أببدعوا في تخطيطها ولكننا لم نجد مثل حدائق الغرب (الابيض) على الطبيعة على رمان كردفان الحمراء.. فهي مفارش ناعمة وضعتها الطبيعة ليتوسدها الانسان ... قضيت اسبوعان حافلان بكل ماهو جميل وممتع ( والمازار الغرب نص حياته ضايع ).
ورجعت للجريف في ذلك الصباح مع شقشقة العصافير الجميلة عصافير الجنة... وصياح السمبر المغترب ونسمات ودعاش الغرب البارد... مودعا مدينة الابيض وقلبي دامع احمل الذكريات( الذكريات صادقة وجميلة) التي عشتها في عاصمة الغرب أرض شيكان الباسلة... رجعت الى حبيبتي الجريف والتي اعشقها.... وداعا كردفان أرض الطبيعة (كردفان الغره أم خيرا بره وجوه).



عمر العاقب 1979

الاخوة لماذا لايوجد مشاركة لموضوعي هذا ولاتشجيع --- شكرا للجميع