التَمَن
صفحة 1 من اصل 1
التَمَن
لا تتوقف ثانية واحدة أثناء طلوعك النخلة.. لا تنظر لأسفل.. لا تتردد.. فقط تشبث بأرجلك فى الثنيات والتعاريج التى تخرج من جسد النخلة.. واصل احتضانك لذلك الجسد بمساعدة الحبل السميك الذى تطوقه به.. احتفظ ببصرك شاخصاً لأعلى.. لا تكترث كثيراً بتلك القطرات من العرق التى سوف تنبعث من جبهتك لتواصل طريقها عبر أخدود المخدات اللى تحت عينيك متجهة إلى منحدر دقنك الصخرى مرورا بسهول وأودية خدودك.. لا تكترث كثيرا بكل تلك الدماء التى قد تسيل من أقدامك العارية.. وكل تلك الخرابيش التى قد تملأ راحتى يديك الممسكتين بالحبل الغليظ الذى يطوق جسد النخلة.. لا تكترث بكل تلك الأشياء الصغيرة.. فهدفك الرئيسى هو الوصول إلى البلح فى أعلى النخلة.. وهذا الصعود الذى تصعده هو السبيل الوحيد للوصول إلى ذلك البلح.. قد تصل وقد لا تصل.. قد تستمر فى الصعود.. وقد يختل توازنك فى لحظة.. وتسقط وتموت.. قد تحدث أشياء كثيرة.. ولكن المهم.. أن تعلم جيداً أنك طالما اتخذت قرار طلوعك النخلة.. عليك أن تدفع ثمن هذا القرار وتسدد فاتورة ذلك الاختيار صاغراً ومدركاً لأبعاد المثل الشعبى "اللى يطلع للبلح ياينزل يايقع يموت".. مآمناً بأنه مافيش حاجة فى تلك الدنيا "الفنيا".. مالهاش تمن!
عزيزى المواطن الأرضى.. عليك تحمل تبعات ما اتخذته من قرارات طوال حياتك.. طالما كانت تلك القرارات نابعة منك ومن وعيك الكامل وإرادتك الحرة.. عايز تتفرج ع الدنيا؟!
OK
.. ماشى.. بس ادفع تمن الفرجة يا معلم!
التمن.. هو الأساس فى تلك الحياة التى "زقونا فيها من غير ما ياخدوا رأينا".. بدأت الحياة بالتمن الذى دفعه أبونا "أدم" مقابل حدفة الدماغ اللى اتحدفها على "التفاحة" ثم على أمنا "حوا" من بعدها.. واستمرت الحياة بالتمن الذى دفعه "إبليس" نظير رفضه السجود لآدم على أساس انه أقل منه على المستوى الاجتماعى فتم طرده هو الآخر ليتوازى الصراع على كوكب الأرض.. وتزدهر الدراما أكثر.. ويظل الاثنان - "آدم وعشيرته اللى هُمه إحنا.. وإبليس وشياطينه اللى همه إحنا برضه - "يناهدون فى بعضهم البعض.. لنعيش نحن على حافة هذا الصراع المتأجج والمستمر ندفع ثمن ما ارتكبه أبونا آدم وأمنا حوا من كام ألف سنة فاتوا!
هكذا.. نحن كائنات جاءت لتدفع ثمن شىء ما فى تلك الحياة.. وتمشى.. نختلف عن بعضنا البعض باختلاف اختياراتنا لما سوف ندفع ثمنه.. "جيفارا" اختار أن يدفع ثمن اعتقاده بأن موطنه هو أى مكان به إنسان فقير وجائع ومظلوم فمات مقتولاً.. "سقراط" تجرع السم بيديه واختار أن يدفع ثمن إيمانه بمبادئه وأفكاره وترحيبه بالموت فى سبيلها.. "بوب مارلى" اختار أن يدفع ثمن كونه حقيقياً ومتسقاً مع ذاته فعاش فى عالمه الخاص حتى مات.. "صلاح جاهين" اختار أن يدفع ثمن الكتابة فمات مكتئباً.. "نجيب سرور" اختار أن يدفع ثمن شجاعته وجرأته وسخطه فمات من الاضطهاد والخيانة والتعذيب.. "أمل دنقل" اختار أن يدفع ثمن صعلكته وشعره فمات بالسرطان.. كل الفنانين والمبدعين والكتاب والمخترعين والفلاسفة والحكماء والمفكرين.. كل المتفردين والمختلفين والعشاق فى هذا العالم يعرفون جيداً أن عليهم أن يدفعوا ثمن كونهم حقيقيين.. وكل الحقيقيين يعلمون جيداً أنه.. "اللى ينزل البحر يستحمل الموج".. و"اللى يلعب مع القطة ما يسلمش من خرابيشها".. و"اللى يلاعب التعبان.. لابد له من قرصة"!
عزيزى اللى كنت بتطلع النخلة فى أول الكتابة.. "عايز البلح"؟! إطلع هاته.. بس استحمل اللى حيحصلك.. وإدفع التمن.. "خايف تطلع"؟!.. يبقى تنسى البلح وتسكت خالص وما تفتحش بقك تانى.. وبرضه تستحمل اللى حيحصلك.. وبرضه تدفع التمن!
عزيزى المواطن الأرضى.. عليك تحمل تبعات ما اتخذته من قرارات طوال حياتك.. طالما كانت تلك القرارات نابعة منك ومن وعيك الكامل وإرادتك الحرة.. عايز تتفرج ع الدنيا؟!
OK
.. ماشى.. بس ادفع تمن الفرجة يا معلم!
التمن.. هو الأساس فى تلك الحياة التى "زقونا فيها من غير ما ياخدوا رأينا".. بدأت الحياة بالتمن الذى دفعه أبونا "أدم" مقابل حدفة الدماغ اللى اتحدفها على "التفاحة" ثم على أمنا "حوا" من بعدها.. واستمرت الحياة بالتمن الذى دفعه "إبليس" نظير رفضه السجود لآدم على أساس انه أقل منه على المستوى الاجتماعى فتم طرده هو الآخر ليتوازى الصراع على كوكب الأرض.. وتزدهر الدراما أكثر.. ويظل الاثنان - "آدم وعشيرته اللى هُمه إحنا.. وإبليس وشياطينه اللى همه إحنا برضه - "يناهدون فى بعضهم البعض.. لنعيش نحن على حافة هذا الصراع المتأجج والمستمر ندفع ثمن ما ارتكبه أبونا آدم وأمنا حوا من كام ألف سنة فاتوا!
هكذا.. نحن كائنات جاءت لتدفع ثمن شىء ما فى تلك الحياة.. وتمشى.. نختلف عن بعضنا البعض باختلاف اختياراتنا لما سوف ندفع ثمنه.. "جيفارا" اختار أن يدفع ثمن اعتقاده بأن موطنه هو أى مكان به إنسان فقير وجائع ومظلوم فمات مقتولاً.. "سقراط" تجرع السم بيديه واختار أن يدفع ثمن إيمانه بمبادئه وأفكاره وترحيبه بالموت فى سبيلها.. "بوب مارلى" اختار أن يدفع ثمن كونه حقيقياً ومتسقاً مع ذاته فعاش فى عالمه الخاص حتى مات.. "صلاح جاهين" اختار أن يدفع ثمن الكتابة فمات مكتئباً.. "نجيب سرور" اختار أن يدفع ثمن شجاعته وجرأته وسخطه فمات من الاضطهاد والخيانة والتعذيب.. "أمل دنقل" اختار أن يدفع ثمن صعلكته وشعره فمات بالسرطان.. كل الفنانين والمبدعين والكتاب والمخترعين والفلاسفة والحكماء والمفكرين.. كل المتفردين والمختلفين والعشاق فى هذا العالم يعرفون جيداً أن عليهم أن يدفعوا ثمن كونهم حقيقيين.. وكل الحقيقيين يعلمون جيداً أنه.. "اللى ينزل البحر يستحمل الموج".. و"اللى يلعب مع القطة ما يسلمش من خرابيشها".. و"اللى يلاعب التعبان.. لابد له من قرصة"!
عزيزى اللى كنت بتطلع النخلة فى أول الكتابة.. "عايز البلح"؟! إطلع هاته.. بس استحمل اللى حيحصلك.. وإدفع التمن.. "خايف تطلع"؟!.. يبقى تنسى البلح وتسكت خالص وما تفتحش بقك تانى.. وبرضه تستحمل اللى حيحصلك.. وبرضه تدفع التمن!
ماجد المصرى- جرافي جديد
- عدد المساهمات : 6
تاريخ التسجيل : 15/06/2009
العمر : 43
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى