هل نحن جميعاً .. حرامية
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
هل نحن جميعاً .. حرامية
( هل نحن جميعاً .. حرامية )؟؟
مقال شيق ولطيف لا يفوتك لكاتب سوداني (مغمور) !!
اقرأه للآخر ....
يحكى إن طبيباً سودانياً.. كان قد سافر إلى «دبلن» لامتحان الجزء الأول من تخصصه الطبي.. وكانت رسوم… ذاك الامتحان هي 309 جنيهاً استرلينياً.. ولأن الطبيب لم يجد «فكة» فقد دفع 310 جنيهاً.. وفجأة جاءه خطاب من الكلية في السودان.. بعد أن عاد من «إيرلندا» وفي طي الخطاب شيك بواحد جنيه.. مع الإيضاح للطبيب.. أنه كان قد دفع للكلية 310 جنيهاً.. مع أن الرسوم.. هي 309 جنيهاً.فقط !! والحق.. فقد أعادتني هذه القصة لأحداث شخصية حدثت معي شخصياً أولها.. أنه وفي العام 1968 كنت قد اشتريت لوري (شاحنة).. بدفورد صنع انجلترا.. من وكيل الشركة هنا في الخرطوم.. بملبغ (2400) فقط ألفين وأربعمائة جنيه سوداني وهي (تعادل الآن حوالي 350 ريال) !! لا تندهشوا.. ولا تتعجبوا.. فقد كان ذلك أيام «عز وترف أهل السودان» الذي ذرته الرياح وتبددت آماله وأيامه كالدخان .. المهم وبعد أربعة أو ستة أشهر لا أذكر !! وصلني خطاب.. من وكيل الشركة بالخرطوم يفيد بأن المصنع الأنجليزي.. قد أفادهم بخطاب به الكثير من الإعتذار الذي يخجل!! معتذراً عن خطأ إرتكبه موظف التكاليف بالمصنع عندما قام بحساب تكلفة التصنيع خطأ!! وبعد المراجعة وإعتبار نسبة الأرباح إتضح أن السعر الحقيقي للوري (الحافلة) سيكون 2370 جنيهاً بدلاً عن 2400 !!! عليه، ترجو الشركة مني مراجعتهم لكي أسترد منهم مبلغ (ثلاثين جنيهاً).عبارة عن الفرق !! يا الله ما هذه الأمانة ؟؟؟ ....
لقد سعدت لدرجة الطرب.. ليس لذاك (الفرق الضخم) لصالحي.. ولا للثلاثين جنيهاً التي هبطت فجأة على «جيبي» !! نعم لقد كانت سعادتي لتلك الروح والأخلاق العالية والأمانة النادرة والدقة المتناهية التي يتمتع بها النظام والمواطن البريطاني منذ ذلك الزمان الغابر!! وحزنت لدرجة البكاء الصامت وغضبت أشد الغضب عندما تلفت من حولي.. لأقيس وأقارن كيف أن السواد الأعظم من بني جلدتي خاصة والعرب والمسلمين عامة الذين يعملون بالتجارة وغيرها، كيف يتعاملون مع بني أوطانهم ويسرقون أقوات عيالهم !! كيف يجافون.تعاليم دينهم الذي يحث على الأمانة والنزاهة والصدق ..ويحرم أكل أموال الناس بالباطل .. وحادثة أخرى معي، كنت أنا بطلها الأوحد!! وكان ذلك في عام 1978م أيام عز وترف وثراء أهل السودان (العريق) !! .. عندما كانت زيارة لندن بالنسبة لي.. مثل زيارة.. أم بدة .. أو الكدرو (حارات محلية داخل الخرطوم) .. فقد كنت دائم التردد على لندن.. المهم كنت أقيم في «بادنجتون» .. واستقل قطار الأنفاق يومياً.. من تلك المحطة.. وكنت أمر على «كشك» سيدة انجليزية عجوز.. أثرثر معها .. كثيراً و«أتونس» معها.. يومياً ثم اشتري منها «لوح» شيكولاتة.. بمبلغ ثمانية عشر بنساً.. كانت تلك العجوز.. «ترص» الواح الشيكولاته على «الرف» مع تعليق ديباجة بها ثمن السلعة.. جئتها يوماً كالعادة .. وفي أثناء «الونسة» لمحت.. أنها قد وضعت على «رف» آخر.. الواحاً من الشيكولاتة.. ولكنها تحمل ديباجة سعر جديد (بعشرين بنساً) وهي ترقد جنباً إلى جنب مع الرف الآخر المكتوب عليه ديباجة الثمن القديم (ثمانية عشر بنساً) !!.. سألت المرأة قائلاً .. اليوم أرى عندك.. نوع جديد من الشوكولاته!! .. أجابت باقتضاب لا هو نفس النوع !!.. واصلت متسائلاً . إذن و زن وحجم جديد.. أجابت بل هو نفس الوزن والحجم.. واصلت «ثقالتي ولقافتي» وأنا أقول لها.. إذن هو مصنع آخر أجابت بتزمر بل نفس المصنع!!.. هنا سألتها إذن لماذا والحال هكذا.. يوجد ثمنان لنفس السلعة!! أحد الأرفف يحمل 18 بنساً.. والآخر 20 بنساً.. أجابتني.. شارحة الوضع.. قائلة.. هناك مشاكل سياسية وإقتصادية في نيجيريا التي يأتي منها الكاكاو، لذا زاد ثمنه !! وهذا هو الثمن الجديد.. فسألت المرأة.. قائلاً يا ترى من سيشتري منك بعشرين بنساً مادام أنت تبيعين نفس النوع بثمانية عشر بنساً؟؟.. فقالت لي نعم أنا أعمل ذلك.. ولكن بعد أن ينفد ذاك الذي هو بالسعر القديم.. سوف يشتري الناس بالسعر الجديد !!!
هنا قلت لها (في غباء وفضول ولا مبالاة).. لماذا لا تخلطين النوعـين معاً وتبيعين بالسعر الجديد.. أي بعشرين بنساً.. هنا جحظت عيون المرأة.. وبات وجهها في صفرة الموت.. ثم مالت نحوي.. وهي تهمس في فزع.. هل أنت حرامي؟؟ ولا زلت ومنذ ذلك الوقت بت أسأل نفسي!! هل أنا حرامي؟؟ أم هي غشيمة.. بهيمة تلك المرأة، بل إن «الغنماية" يعني المعزة تأكل عشاها» طيب، إذا كنت أنا حرامي كيف هم أولئك الذين يشترون آلاف الجوالات من الدقيق والسلع الأخرى ويخزنونها حتى ترتفع أسعارها ليبيعونها بالسعر الجديد ؟؟ وما هو حال الذين يلهفون مئات الملايين من الأموال العامة !!!..
وفي أي «سقر» أو «جحيم» أو «سعير» يتقلب فيه «مكباً على وجههة» من يخزن «البصل» الذي لا يحتمل التخزين ليرفع سعره ويبيعه بالسعر الجديد رغماً عن أنه كان قد اشتراه بسعر زهيد !!.
ولن أكتب حرفاً واحداً عن « مخزني » أقوات الناس والمرتشين والنصابين المتاجرين بإحتياجات الشعوب فهؤلاء حتماً سيواجهون " أمراً عسيراً » في ذلك اليوم الرهيب !! نسأل الله العافية والسلامة ..
خاتمة:
زار الإمام محمد عبده رحمه الله بريطانيا (في زيارة دعوية إستشفائية)، وبعدما عاد منها سألوه كيف وجدت بريطانيا وآل بريطانيا؟؟ فقال لهم:
(وجدت الإسلام ولم أجد المسلمين !!!) ... وبعد عودتي لوطني ....
(وجدت المسلمين ولم أجد الإسلام !!!!)
صدقت ورب البيت يا إمام .. هذا لسان حالنا اليوم في جميع أرجاء البلاد العربية والإسلامية بلا إستثناء !!!!
مقال شيق ولطيف لا يفوتك لكاتب سوداني (مغمور) !!
اقرأه للآخر ....
يحكى إن طبيباً سودانياً.. كان قد سافر إلى «دبلن» لامتحان الجزء الأول من تخصصه الطبي.. وكانت رسوم… ذاك الامتحان هي 309 جنيهاً استرلينياً.. ولأن الطبيب لم يجد «فكة» فقد دفع 310 جنيهاً.. وفجأة جاءه خطاب من الكلية في السودان.. بعد أن عاد من «إيرلندا» وفي طي الخطاب شيك بواحد جنيه.. مع الإيضاح للطبيب.. أنه كان قد دفع للكلية 310 جنيهاً.. مع أن الرسوم.. هي 309 جنيهاً.فقط !! والحق.. فقد أعادتني هذه القصة لأحداث شخصية حدثت معي شخصياً أولها.. أنه وفي العام 1968 كنت قد اشتريت لوري (شاحنة).. بدفورد صنع انجلترا.. من وكيل الشركة هنا في الخرطوم.. بملبغ (2400) فقط ألفين وأربعمائة جنيه سوداني وهي (تعادل الآن حوالي 350 ريال) !! لا تندهشوا.. ولا تتعجبوا.. فقد كان ذلك أيام «عز وترف أهل السودان» الذي ذرته الرياح وتبددت آماله وأيامه كالدخان .. المهم وبعد أربعة أو ستة أشهر لا أذكر !! وصلني خطاب.. من وكيل الشركة بالخرطوم يفيد بأن المصنع الأنجليزي.. قد أفادهم بخطاب به الكثير من الإعتذار الذي يخجل!! معتذراً عن خطأ إرتكبه موظف التكاليف بالمصنع عندما قام بحساب تكلفة التصنيع خطأ!! وبعد المراجعة وإعتبار نسبة الأرباح إتضح أن السعر الحقيقي للوري (الحافلة) سيكون 2370 جنيهاً بدلاً عن 2400 !!! عليه، ترجو الشركة مني مراجعتهم لكي أسترد منهم مبلغ (ثلاثين جنيهاً).عبارة عن الفرق !! يا الله ما هذه الأمانة ؟؟؟ ....
لقد سعدت لدرجة الطرب.. ليس لذاك (الفرق الضخم) لصالحي.. ولا للثلاثين جنيهاً التي هبطت فجأة على «جيبي» !! نعم لقد كانت سعادتي لتلك الروح والأخلاق العالية والأمانة النادرة والدقة المتناهية التي يتمتع بها النظام والمواطن البريطاني منذ ذلك الزمان الغابر!! وحزنت لدرجة البكاء الصامت وغضبت أشد الغضب عندما تلفت من حولي.. لأقيس وأقارن كيف أن السواد الأعظم من بني جلدتي خاصة والعرب والمسلمين عامة الذين يعملون بالتجارة وغيرها، كيف يتعاملون مع بني أوطانهم ويسرقون أقوات عيالهم !! كيف يجافون.تعاليم دينهم الذي يحث على الأمانة والنزاهة والصدق ..ويحرم أكل أموال الناس بالباطل .. وحادثة أخرى معي، كنت أنا بطلها الأوحد!! وكان ذلك في عام 1978م أيام عز وترف وثراء أهل السودان (العريق) !! .. عندما كانت زيارة لندن بالنسبة لي.. مثل زيارة.. أم بدة .. أو الكدرو (حارات محلية داخل الخرطوم) .. فقد كنت دائم التردد على لندن.. المهم كنت أقيم في «بادنجتون» .. واستقل قطار الأنفاق يومياً.. من تلك المحطة.. وكنت أمر على «كشك» سيدة انجليزية عجوز.. أثرثر معها .. كثيراً و«أتونس» معها.. يومياً ثم اشتري منها «لوح» شيكولاتة.. بمبلغ ثمانية عشر بنساً.. كانت تلك العجوز.. «ترص» الواح الشيكولاته على «الرف» مع تعليق ديباجة بها ثمن السلعة.. جئتها يوماً كالعادة .. وفي أثناء «الونسة» لمحت.. أنها قد وضعت على «رف» آخر.. الواحاً من الشيكولاتة.. ولكنها تحمل ديباجة سعر جديد (بعشرين بنساً) وهي ترقد جنباً إلى جنب مع الرف الآخر المكتوب عليه ديباجة الثمن القديم (ثمانية عشر بنساً) !!.. سألت المرأة قائلاً .. اليوم أرى عندك.. نوع جديد من الشوكولاته!! .. أجابت باقتضاب لا هو نفس النوع !!.. واصلت متسائلاً . إذن و زن وحجم جديد.. أجابت بل هو نفس الوزن والحجم.. واصلت «ثقالتي ولقافتي» وأنا أقول لها.. إذن هو مصنع آخر أجابت بتزمر بل نفس المصنع!!.. هنا سألتها إذن لماذا والحال هكذا.. يوجد ثمنان لنفس السلعة!! أحد الأرفف يحمل 18 بنساً.. والآخر 20 بنساً.. أجابتني.. شارحة الوضع.. قائلة.. هناك مشاكل سياسية وإقتصادية في نيجيريا التي يأتي منها الكاكاو، لذا زاد ثمنه !! وهذا هو الثمن الجديد.. فسألت المرأة.. قائلاً يا ترى من سيشتري منك بعشرين بنساً مادام أنت تبيعين نفس النوع بثمانية عشر بنساً؟؟.. فقالت لي نعم أنا أعمل ذلك.. ولكن بعد أن ينفد ذاك الذي هو بالسعر القديم.. سوف يشتري الناس بالسعر الجديد !!!
هنا قلت لها (في غباء وفضول ولا مبالاة).. لماذا لا تخلطين النوعـين معاً وتبيعين بالسعر الجديد.. أي بعشرين بنساً.. هنا جحظت عيون المرأة.. وبات وجهها في صفرة الموت.. ثم مالت نحوي.. وهي تهمس في فزع.. هل أنت حرامي؟؟ ولا زلت ومنذ ذلك الوقت بت أسأل نفسي!! هل أنا حرامي؟؟ أم هي غشيمة.. بهيمة تلك المرأة، بل إن «الغنماية" يعني المعزة تأكل عشاها» طيب، إذا كنت أنا حرامي كيف هم أولئك الذين يشترون آلاف الجوالات من الدقيق والسلع الأخرى ويخزنونها حتى ترتفع أسعارها ليبيعونها بالسعر الجديد ؟؟ وما هو حال الذين يلهفون مئات الملايين من الأموال العامة !!!..
وفي أي «سقر» أو «جحيم» أو «سعير» يتقلب فيه «مكباً على وجههة» من يخزن «البصل» الذي لا يحتمل التخزين ليرفع سعره ويبيعه بالسعر الجديد رغماً عن أنه كان قد اشتراه بسعر زهيد !!.
ولن أكتب حرفاً واحداً عن « مخزني » أقوات الناس والمرتشين والنصابين المتاجرين بإحتياجات الشعوب فهؤلاء حتماً سيواجهون " أمراً عسيراً » في ذلك اليوم الرهيب !! نسأل الله العافية والسلامة ..
خاتمة:
زار الإمام محمد عبده رحمه الله بريطانيا (في زيارة دعوية إستشفائية)، وبعدما عاد منها سألوه كيف وجدت بريطانيا وآل بريطانيا؟؟ فقال لهم:
(وجدت الإسلام ولم أجد المسلمين !!!) ... وبعد عودتي لوطني ....
(وجدت المسلمين ولم أجد الإسلام !!!!)
صدقت ورب البيت يا إمام .. هذا لسان حالنا اليوم في جميع أرجاء البلاد العربية والإسلامية بلا إستثناء !!!!
عبد الرحمن احمد يس- جرافي أصيل
- عدد المساهمات : 93
تاريخ التسجيل : 05/08/2009
العمر : 71
رد: هل نحن جميعاً .. حرامية
جزاك الله الف خير الخال / عبد الرحمن
ونتمنى ان يتقير الحال الى احسن حال
ونتمنى ان يتقير الحال الى احسن حال
ودسعد- جرافي أصيل
- عدد المساهمات : 30
تاريخ التسجيل : 01/06/2011
العمر : 50
الموقع : الجريف غرب
أكثر عاطفة
أحد الاخوة السودانيين ذهب الى لندن لتلقي كورس تدريبي . ألحقه المعهد الذي يدرس فيه بأسرة انجليذية لتعلم اللغة وكانت هذه الاسرة مكونة من الاب وزوجته وابنته التي لم يتجاوز عمرها الست سنوات .
ذهب الاب وزوجته في نزهة ذات مساء وتركا ابنتهما مع هذا الاخ السوداني الطيب والملتزم لابعد حدود الوصف.. وبينما هو يستذكر دروسه تلاعبت البنت بأبجورة كانت مضاءة أمامه فأوقعتها على الارض فتحطمت.
وعندما عاد الاب وزوجته من نزهتهما وجدا الابجورة محطمة فسألا عن من حطهما ... فأجابهما أخانا بعفوية وعاطفة بأنه هو الذي فعل ذلك فما كان من الصغيرة الا أن قالت له ..أنت تكذب فأنا من حطمها!!!!
هنا اتصل الاب بالمعهد وقال لهم تعالوا خذوا طالبكم الذي أراد أن يعلم ابنتنا الكذب .
ذهب الاب وزوجته في نزهة ذات مساء وتركا ابنتهما مع هذا الاخ السوداني الطيب والملتزم لابعد حدود الوصف.. وبينما هو يستذكر دروسه تلاعبت البنت بأبجورة كانت مضاءة أمامه فأوقعتها على الارض فتحطمت.
وعندما عاد الاب وزوجته من نزهتهما وجدا الابجورة محطمة فسألا عن من حطهما ... فأجابهما أخانا بعفوية وعاطفة بأنه هو الذي فعل ذلك فما كان من الصغيرة الا أن قالت له ..أنت تكذب فأنا من حطمها!!!!
هنا اتصل الاب بالمعهد وقال لهم تعالوا خذوا طالبكم الذي أراد أن يعلم ابنتنا الكذب .
أمين صديق عمر- جرافي مشارك
- عدد المساهمات : 18
تاريخ التسجيل : 08/03/2011
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى